الامتحان الوطني المغربي الموحد للبكالوريا


الامتحان الوطني المغربي الموحد للبكالوريا
تقديـــم:

يعد الامتحان الوطني الموحد للبكالوريا من أهم الوسائل الدوسيمولوجية للحكم على وضعية التعليم بالمغرب،وتحديد إيجابياته وتشخيص عيوبه،واختبار مستوى التعلم وتحصيل المعارف والخبرات واكتساب المحتويات،وتقييم البرامج والمناهج والمقررات التعليمية من أجل توفير فرص الدعم والتغذية الراجعة (الفيدباك) المناسبة. كما يعتبر هذا الامتحان الوطني من أدق تقنيات التقويم الناجعة من أجل معرفة مستوى التلميذ المغربي في التعليم الثانوي التأهيلي بعد ثلاث سنوات من التحصيل الدراسي والتعلم الذاتي الكفائي والمجزوئي.

وقد اهتم الميثاق الوطني للتربية والتكوين اهتماما كبيرا بالامتحان الوطني للبكالوريا حينما ربط التعليم بسوق الشغل وطالب المدرسة بضرورة الانفتاح على محيطها الخارجي بالتركيز على الشراكة وفلسفة الكفايات والمجزوءات. فترتب عن هذا الميثاق مجموعة من المستجدات والمستحدثات البيداغوجية والديداكتيكية مست الموارد البشرية،والمقررات والبرامج والمناهج،وإصلاح البنيات التحتية المادية ،وضبط الإيقاع الدراسي وتفعيل الحياة المدرسية وتنشيطها.

هذا،وقد رفعت وزارة التربية الوطنية مجموعة من الشعارات من أجل تحسين مستوى البكالوريا،والرفع من قيمة الشهادة وطنيا ودوليا قصد إعطائها المصداقية العليمة التي كانت تعتز بها البكالوريا المغربية في فترة الستينيات والسبعينيات كشعار الجودة،وشعار الشراكة،وشعار مشروع المؤسسة ،وشعار الكفايات والوضعيات،وشعار المجزوءات،وشعار مليون محفظة. بيد أن امتحانات البكالوريا لم تتأثر بشكل فعلي وفعال بهذه الشعارات التي بقيت شعارات فارغة جوفاء ونظريات صماء بلا تطبيق ولا ممارسة ؛ مما جعل المنظمات الدولية تصنف التعليم المغربي ضمن المراتب الأخيرة،وتصفه بأوصاف سلبية مشينة كصفة التخلف،وانتشار الأمية بين صفوف الناشئة المغربية،وانعدام الكفاءة والابتكار،وعدم مسايرة هذا التعليم لمستجدات التكنولوجيا المعاصرة.
1- تاريخ الامتحان الوطني للبكالوريا:

من المعروف أن الامتحان الوطني الأدبي في مادة اللغة العربية ظهر مع شهادة البكالوريا منذ استقلال المغرب وانطلاق المدرسة الوطنية الحديثة منذ منتصف القرن العشرين. وكان هذا الامتحان يرد في شكل نصوص شعرية أونثرية أوفي شكل ظواهر أدبية ونقدية لتحليلها ومناقشتها. وأردفت هذه النصوص والظواهر بعد ذلك بامتحان آخر في مادة المؤلفات الأدبية في شكل أسئلة أونصوص مقطعية أوشذرية مذيلة بأسئلة تمس الجوانب المضمونية والشكلية والمرجعية من الكتاب المقرر.

بيد أن هذه الامتحانات كانت تتغير مواصفاتها المضمونية والشكلية وآلياتها الإجرائية ومعاملاتها التقويمية وطرائقها التنظيمية مع تغير المقررات والمناهج والبرامج والفلسفات البيداغوجية والديداكتيكية. ومن ثم،فقد شاهدنا عبر مسيرة التعليم الثانوي المغربي امتحانات بكالورية تقليدية تعتمد على الذاكرة والحفظ والتقليد والتلقين واتباع المنهج اللانصوني في مقاربة النصوص الأدبية.

وبعد ذلك ،انتقلت الوزارة المعنية بالإشراف على امتحانات البكالوريا إلى تطبيق بيداغوجية الأهداف الإجرائية اعتمادا على صنافات معرفية وأخرى حسية وجدانية ،فسارعت الوزارة إلى طرح مواضيع امتحانية تكيف فيها أسئلة البكالوريا مع متطلبات الفلسفة السلوكية الجديدة ذات المرجعية التقنية الأمريكية. واستحدث هذا الامتحان مرة أخرى على ضوء فلسفة الكفايات والوضعيات والمجزوءات مع مرحلة الإصلاح الشامل الذي انطلق بظهور ميثاق التربية والتكوين منذ بداية الألفية الثالثة،ليطعم بمستجدات شكلية أخرى مع المقررات المدرسية الجديدة الملونة التي ظهرت ما بين 2005 و2008م.
2- مواصفات امتحان البكالوريا الموحد في مادة الأدب العربي:

بعد ثلاث سنوات من العمل والاجتهاد والتحصيل وإجراء مجموعة من الفروض والامتحانات التي تحسب ضمن المراقبة المستمرة والاختبارات الجهوية،يستعد التلميذ في شعبة الأدب العربي بمسلكيها: مسلك الآداب ومسلك العلوم الإنسانية لإجراء الامتحان الوطني الموحد للبكالوريا،وغالبا ما يكون هذا الامتحان في بداية شهر يونيو،بينما الدورة الاستدراكية تكون في بداية شهر يوليوز.

ويرد الامتحان الوطني في مادة الأدب العربي في شكل نص شعري أونثري يعالج ظاهرة أدبية أونقدية مصحوبا بمقطع شذري في مادة المؤلفات مذيل بأسئلة تمس الجوانب المضمونية أوالفنية أوالمرجعية سواء أكانت نفسية أم اجتماعية.

ومن حيث التقويم،يجرى هذا الامتحان في ثلاث ساعات،ويمنح له معامل بأربع نقط،فتوزع النقطة 20/20 على 14 نقطة لدرس النصوص و6 نقط لمادة المؤلفات.

وتنتقى النصوص المقدمة للامتحان الوطني الموحد للبكالوريا بدقة من قبل المشرفين على المادة اعتمادا على مجموعة من المعايير الشكلية والدوسيمولوجية بعد أن يرسلها أساتذة المادة في وقت مبكر إلى المركز الوطني للتقويم والامتحانات عبر التسلسل الإداري ،حيث تبعث هذه الامتحانات بطريقة سرية مضمونة في أظرفة مغلقة خاصة بالامتحان الوطني الموحد.

ومن هذه المعايير أن تكون المواضيع المختارة للامتحان الوطني لها علاقة وثيقة بوحدات المقرر الدراسي ومجزوءاته،موثقة بطريقة علمية أكاديمية،كما ينبغي أن يكون حجم النصوص المختارة متوسطا،ولابد أن يكون الموضوع المقدم للامتحان منقطا بشكل دقيق ومضبوط.

كما يستهدي الأستاذ المصحح بمجموعة من المقاييس التنقيطية التي تحدد عملية التصحيح وخطواتها الإجرائية قصد توحيد التقويم بين جميع أساتذة المادة بشكل علمي موضوعي.

وفيما يتعلق بالأسئلة لابد أن تكون مناسبة لمستوى التلاميذ ،وترتكز على مجموعة من العمليات المعرفية الذهنية كالفهم والتطبيق والتركيب والتقويم والإنتاج. ومن هنا،فالامتحان يمر بمرحلتين أساسيتين وهما: مرحلة التحليل والمناقشة.

ويعتمد هذا الامتحان الموحد على استثمار الدرس اللغوي وتوظيف المعارف الأدبية واستحضار الآراء النقدية ومهارات الإنشاء المنهجية المكتسبة. ولابد في الأخير أن يخضع الموضوع المكتوب لتصميم منهجي محكم لايخرج عن المراحل الثلاث المعروفة وهي: المقدمة والعرض والخاتمة.

هذا،وينبني النص الشعري على استخراج الوحدات الفكرية ،وتكثيف معاني النصوص،ووصف المكونات الفنية والجمالية من هيكلة،وبناء،وإيقاع خارجي وداخلي ،وبلاغة،وأسلوب،ومعجم،وضمائر الالتفات،مع تقويم النص من حيث ارتباطه بالاتجاه الفني أوالمدرسة الشعرية المناسبة. ونفس الشيء ينطبق على النص النثري الذي يخضع بدوره لمجموعة من الأسئلة والمفاهيم الذهنية المتعلقة بعمليتي التحليل والمناقشة.

كما أن أسئلة المؤلفات ترتبط بجانب المضمون والشكل من خلال ربط النص بسياقه النصي والذهني والمرجعي.
3- تقويم الامتحان الوطني الموحد للبكالوريا في مادة الأدب العربي:

إذا تأملنا جيدا الامتحانات الوطنية الموحدة الموجهة لتلاميذ البكالوريا في الشعبة الأدبية العصرية،فإنها لاتختلف كثيرا عن الامتحانات التقليدية من حيث الاعتماد على النقل والذاكرة والحفظ على حساب التركيب واستخدام المهارات العقلية والمنهجية. كما تنعدم فيها ما يسمى بالفلسفة البيداغوجية القائمة على الكفايات والمجزوءات،ولا يعلن عنها في أوراق الامتحان ولا في التوجيهات الرسمية أثناء اختيار المواضيع وإعدادها وتأطير أصحابها. ومن الظواهر المشينة التي نلاحظها في أوراق الامتحانات ظاهرة رداءة الخط،وكثرة الأخطاء الإملائية والنحوية والصرفية وركاكة التعابير،وعدم تمثل الخطة التركيبية الثلاثية (المقدمة والعرض والخاتمة) بشكل جيد بصريا ومنهجيا.

وقد سبب المقرر الدراسي الجديد حينما جمع بين النصوص النظرية والتطبيقية بشكل غير ممنهج في إيقاع التلاميذ في الخلط بين المقالة الأدبية والنص النقدي. لذا،يستحسن أن يدرج جنس المقالة الأدبية إلى جانب النص النقدي ضمن المنهاج الجديد لكي يميز التلميذ بين المقالة الأدبية النظرية والنصوص التطبيقية الوصفية ذات القضايا النقدية والمنهجية. ومن هنا،فالكتاب المدرسي السابق في رأينا الشخصي المتواضع أحسن بكثير من المقرر الحالي من حيث التنظيم المنطقي والتبويب المنهجي والجمع بين النظري والتطبيقي. وهذه الإيجابيات المعروفة في المقرر المدرسي السابق لاتتوفر في المقرر الحالي لكثرة الأخطاء المعرفية والمنهجية كتعميم الحكم على شعراء كلاسيكيين كالبارودي وشوقي وحافظ إبراهيم بوصفهم بالتقليديين،واستعمال مفاهيم غامضة كشعر الانكسار وشعر الرؤيا،وخلوالمقرر من جنس المقالة الأدبية.

والغريب في البكالوريا المغربية أن تكون مادة المؤلفات ثانوية لاقيمة لها كما يبدوذلك من حيث سلم التنقيط المعتمد في تقويم هذه المادة الدراسية،فست نقط لمؤلفات أدبية ونقدية ومسرحية ظلم للإبداع السردي والنقدي والدرامي؛ مما يجعل التلاميذ ينفرون من دراسة المؤلفات مادامت نقطة المادة ضعيفة جدا. وهذا ما يدفع الكثير من التلاميذ أيضا إلى عدم قراءة هذه الكتب وعدم المبالاة بها إطلاقا وعدم الكتابة في مواضيعها أثناء فترة الامتحان. وهذه السياسة التقويمية ستدفع التلاميذ في المستقبل إلى الاهتمام بالشعر على حساب القصة القصيرة والرواية والكتاب النقدي. لذا،اقترح على المسؤولين في الوزارة أن يقسموا نقطة الامتحان الوطني 20/20 على المادتين بشكل عادل ومنصف: 10 نقط لدرس النصوص،و10 نقط لدرس المؤلفات.

وشخصيا لا أقبل إطلاقا ولا استسيغ عقليا أن تكون المؤلفات في وضع هامشي بست نقط فقط،بينما هذه المادة تتطلب من التلاميذ وقتا كثيرا ومجهودا جبارا للقراءة والمطالعة والبحث والتحليل والمناقشة. وفي الأخير،يفاجأ التلميذ بهزالة النقطة التي لاتغني ولاتسمن من جوع. وبالتالي،يضيع هذا الجهد الكبير في مدارسة المؤلف هباء منثورا. وإذا انتقلنا إلى أسئلة هذه الامتحانات الوطنية فسنجدها في بعض الأحيان سطحية وساذجة مثل هذا النوع من الأسئلة التي تحمل الجواب في طيات السؤال:

- تتأسس القصيدة الشعرية على حقل الحب،وحقل الطبيعة،بين ذلك.
- ينتمي النص إلى التيار الذاتي. بين ذلك من خلال تحليلك لهذا النص.

ولابد لأسئلة النص الأدبي أيضا أن ترتكز على سؤال منهجي جوهري يتمثل في ربط النص بالمدرسة أوالحركة الأدبية التي ينتمي إليها النص أثناء التعليق على النص مضمونا وشكلا ،وألا يثبت التلميذ ذلك في خاتمة الموضوع التي ينبغي أن تكون تركيبية واستنتاجية بعد عمليات الحجاج والبرهنة. أي أن يحدد التلميذ خصائص الاتجاه الفني أومقومات الجنس الأدبي أوالمقومات المنهجية للنص النقدي مضمونا وشكلا في عرض الموضوع لا في خاتمته مع طرح الأسئلة على غرار هذه الوضعيات:

- ما هي تجليات المدرسة الإحيائية في هذه القصيدة الشعرية شكلا ومضمونا ومقصدية؟
- ماهي مظاهر المدرسة الذاتية الوجدانية في هذا النص الشعري صياغة ودلالة ووظيفة؟
- بين إلى أي مدى يعتبر هذا النص الشعري نموذجا لشعر الرؤيا من حيث المبنى والفحوى والوظيفة؟

كما نرفض بعض المفاهيم والمصطلحات التي يتعاطى معها الامتحان الوطني،وهي أساسا مفاهيم غامضة ومضطربة وغير محددة بدقة كشعر التكسير وشعر الرؤيا. فالشعر الذي كتبه بدر شاكر السياب ونازك الملائكة يعد من شعر التفعيلة مادام يلتزم بوحدة التفعيلة على مستوى الإيقاع الخارجي،بينما ما يكتبه الشعراء الشباب من شعر منثور يسمى بشعر الانكسار مادام قد كسر كل مقومات الشعر التقليدي من بناء وهيكلة وإيقاع.

أما الرؤيا فهي توجد لدى كل شاعر يحترم نفسه ويحمل رؤيا للعالم والوجود والكون وينطلق من نسق فلسفي. وبالتالي،فهي ليست محصورة في شعراء الحداثة الشعرية فحسب كما يوهمنا بذلك المقرر الجديد،إذ نجد الكثير من شعراء الرومانسية يحملون في أشعارهم رؤيا للعالم والكون مثل : العقاد،وجبران خليل جبران ,وإيليا أبوماضي،وإبراهيم ناجي،ومحمود حسن إسماعيل…. بل هناك شعراء أقدمون مثل: أبي العلاء المعري،وأبي نواس،وابن العربي،وأبي تمام،والمتنبي… يحملون في أشعارهم رؤى فلسفية وتصورات وجودية مجردة إلى الإنسان والكون. ومن هنا،أرى أنه من الواجب أن نعيد النظر في مفاهيم المقرر المدرسي لكي لا نوقع التلاميذ في متاهات عويصة لامدخل لها ولا مخرج.

ولا نريد أيضا من أسئلة المؤلفات أن تبقى أسئلة مضمونية تتطلب الحفظ واستخدام الذاكرة ،فلابد أن تركز على الجوانب الجمالية والفنية،وأن يقدم للتلاميذ مقاطع سردية لتحليلها ومناقشتها في مظانها،وبذلك نعود التلاميذ على التعامل مع النصوص من الداخل النصي لا من الخارج المرجعي.
خاتمــــة:

تلكم هي نظرة عامة وشاملة عن الامتحان الوطني الموحد للبكالوريا المغربية في مادة اللغة العربية شعبة الأدب العربي في مسلكيها: الآداب والعلوم الإنسانية. فقد توصلنا إلى أن هذه الامتحانات فيها ماهوإيجابي وفيها ما هوسلبي،فلاداعي لذكر الإيجابيات فهي كثيرة. ولكن لابد من طرح الاقتراحات التي سنجملها في النقط التالية لتستعين بها الوزارة الوصية إن أمكن ذلك:

- إدراج مادة المقالة الأدبية في المقرر المدرسي الجديد؛
- تخصيص الدروس الأولى من المقرر الجديد لمراجعة قواعد الإملاء والنحووالصرف وتحسين الخط وضبط علامات الترقيم؛
- إعادة تصنيف المقرر الدراسي من جديد بالطريقة التالية: الكلاسيكية،والرومانسية،وشعر التفعيلة،والقصيدة النثرية،والقصة القصيرة،والمسرحية،والمقالة الأدبية،والنقد الأدبي.
- إعطاء نقطة 10 على 20 لمادة المؤلفات و10/20 لمادة النص الأدبي بطرقة منصفة عادلة؛
- إدخال درس طيبوغرافية الإنشاء (تنظيم الورقة بصريا ومنهجيا ) في المقرر المدرسي لتوجيه التلميذ نحوكيفية كتابة موضوعه الإنشائي بطريقة منهجية بصرية جيدة؛
- التركيز أثناء طرح الأسئلة على تجليات الحركات الشعرية واتجاهاتها الفنية ،والاهتمام بمقومات الأجناس الأدبية وتحديد خصائصها شكلا ومضمونا ومقصدية،وترك خاتمة الموضوع للاستنتاج والتركيب؛
- الابتعاد عن الأسئلة السطحية الساذجة أوما يسمى بأسئلة تحصيل حاصل التي تلمح في طياتها إلى الجواب المناسب؛
- ضرورة توضيح فلسفة الامتحان والتقويم بشكل ملموس وإجرائي ؛ لأنها غير واضحة لدى الأستاذ والتلميذ معا،فلا يعرف المدرس : هل ينطلق في اختياره للموضوع الذي سيمتحن فيه التلميذ من فلسفة الأهداف أم من فلسفة الكفايات أم من فلسفات تقليدية أم من فلسفات غامضة ومبهمة؛
- تقديم مادة المؤلفات في شكل مقاطع نصية لتحليلها ومناقشتها من الداخل النصي لا من الخارج المرجعي؛
- تقديم ندوات وعروض يسهر عليها السادة المفتشون والأساتذة الباحثون لمناقشة مواصفات الامتحان الوطني الموحد على ضوء نظرية الكفايات والمجزوءات.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
PageRank Actuel Licence Creative Commons
Licence Creative Commons Attribution - Pas d'Utilisation Commerciale - Partage à l'Identique 2.0 France.