مجزوءة الوضع البشري
تقديم عام للمجزوءة :
يمثل الإنسان مكانة محورية في الفلسفة لأنها تسعى دوما إلى معانقة قضاياه بالدرس والتحليل، هادفة من وراء دلك تحديدا دقيقا.
يمكن القول بأن الإنسان من أعقد الظواهر الكونية لأنه تتداخل فيه عوامل متنوعة وتتشابك فيه أبعاد مختلفة.
الإنسان كشخص يتميز بالوعي لأنه الكائن الوحيد القادر على النطق ب "الأنا" فيدرك أنه عبارة عن ذات تختلف عن الذوات الأخرى وتتميز ، بل إن الإنسان يضع ذاته موضع تساؤل وتفكير وتأمل ، ويسعى إلى فهم خباياها لكنه لا يبقى أسير ذاته بل ينفتح على "غيره" ويتواصل معه وينفتح على العالم الخارجي ليكتشف أسراره ويتحرر من هيمنته علاوة على دلك فإنه ظاهرة لا تبقى على حال واحدة بل تتبدل باستمرار ، إنه ظاهرة زمانية لها تاريخ ولعل هدا ما يجعل الوضع البشري يتسم بالتعقيد والتداخل .
مادا نقصد إذن بالشخص ؟ ما الذي يحدد هويته ؟ من أين يستمد قيمته ؟ هل الشخص حر تصدر أفعاله ويتحمل مسؤوليتها أم أنه خاضع لقوانين ومشروط بسلسلة من الحتميات خارجة عن إرادته ؟ بأي معنى يمكن القول أن الأنا ترتبط بالغير ؟ من هو هدا الغير ؟ هل يوجد بمعزل عن الأنا ؟ هل يدرك كذات أو كموضوع مادي ؟ هل العلاقة بين الشخص والغير علاقة انسجام وارتباط، أم علاقة تنافر وصراع ؟
المفهوم الأول: الــــــــشخــــص
اللغة العربية: تشتق كلمة شخص من فعل شَخََّصَ ، فنقول شَخََّصَ الشيء إذا عينه وميزه عن سواه .
نقول أيضا تشاخَصَ القوم إذا اختلفوا وتفاوتوا وتباينوا وتجمع الكلمة على أشخاص و شخوص .
اللغة الفرنسية : كلمة Personne مشتقة من الكلمة اليونانية Persona وتعني القناع ، وقد ارتبط هذا اللفظ بالمسرح اليوناني والروماني اذ كان الممثلون يضعون أقنعة على وجوههم لإضفاء الانطباعات المناسبة على الدور الذي أنيط بهم ، ومع مرور الزمن أطلق لفظ على الممثل نفسه ، ثم فيما بعد على كل الأفراد لأن لكل فرد دوراٌ يلعبه في هده الحياة.
أما الفلاسفة فيتعاملون مع الإنسان كشخص أي كذات أخلاقية تنسب إليها مسؤولية أفعالها ، بمعنى أن الإنسان مسؤول أخلاقيا وقانونيا عما يصدر عنه من سلوكات وأفعال ثم إنه عبارة عن ذات واعية تعي وجودها وحريتها وإرادتها ومسؤولياتها وتدرك ما هو ثابت في وجودها بل إنها ذات عاقلة والعقل هو الذي يميز الإنسان، بل يجعله قادراً على التمييز بين الخير والشر ، الصدق والكذب ...
أما الشخصية فتحمل دلالة سيكولوجية (نفسية) لأنها عبارة عن بناء نظري يقيمه العالم من أجل تفسير ما يصدر عن الفرد من سلوكات وأفعال انطلاقا من ملاحظة سلوكه واستعداده. يمكن القول بأن الشخصية عبارة عن كل ديناميكي يجمع بين صفات الفرد البيولوجية والسيكولوجية والسوسيولوجية ... التي تميزه عن غيره والتي تتحدد عن مقتضاها سلوكاته الخاصة في التعامل مع البيئة المادية وتحدد كذلك مواقفه الاجتماعية.
انطلاقا مما سبق فإن تحديد مفهوم الشخص يجعلنا نطرح التساؤلات التالية:
* ما الذي يحدد هوية الشخص ؟
* من أين يستمد قيمته ؟
* هل الشخص حُر أن أنه خاضه لجملة من القوانين الصارمة ؟
المحور الأول: الشخص والهوية
إشكالية المحور:
على ماذا تتأسس هوية الشخص ؟
نص الهوية والشعور لصاحبه جون لوك
1- مطلب الفهم:
إشكالية النص:
هل الفكر هو جوهر الهوية الشخصية أم أن هناك عوامل أخرى تدخل في تحديدها ؟
أطروحة النص:
تتأسس الهوية الشخصية حسب جون لوك على الشعور الذي يميز الشخص المفكر والعاقل وعلى الذاكرة التي تربط الماضي بالحاضر انطلاقا من الذات.
2- مطلب التحليل:
أسئلة جزئية:
* ما الشخص حسب جون لوك ؟
* ما طبيعة العلاقة بين الفكر والشعور في تحديد الهوية الشخصية ؟
* ما وظيفة الأمثلة في النص ؟
* كيف يمكن الربط بين الماضي والحاضر لتحديد الهوية الشخصية ؟
شرح الأطروحة:
يربط لوك مفهوم الهوية الشخصية بالشخص كذات مفكرة وعاقلة وواعية ومتأملة . إن الهوية الشخصية عند لوك ليست سوى دلك الوعي والمعرفة المصاحبة لإحساساتنا .
إن ما يجعل الشخص هو نفسه عبر أمكنة وأزمنة مختلفة هو دلك الوعي أو المعرفة التي تصاحب مختلف أفعاله وحالاته الشعورية من شم وسمع ودوق وإحساس ،بالإضافة إلى الذاكرة التي تربط الخبرات الشعورية الماضية بالخبرة الحالية مما يعطي لهدا الوعي استمرارية في الزمن.
إن لوك يربط بين الهوية والشعور من كون الشخص هو أساس ذات عاقلة قادرة على إدراك معطيات العالم الخارجي وإدراك الذات.
إن الهوية الشخصية عند لوك تكمن في فعل الوعي ، وعندما يتعلق الأمر بالماضي يصبح الوعي ذاكرة وكل هذا طرح لكي يتجنب لوك القول بوجود جوهر مفكّر.
إذا كانت الذاكرة هي ما يعكس شعور الشخص بأناه وهويته مادتهما الخام فإن امتداد هده الهوية في الزمان كما يلاحظ جون لوك مرهون باتساع أو تقلص مدى الذكريات التي يستطيع الفكر أن يطالها الآن، بعبارة أخرى إنني الآن هو نفسه الذي كان ماضيا، وصاحب هذا العقل الماضي هو نفس الشخص الذي نستحضره الآن.
البنية الحجاجية:
اعتمد صاحب النص في عرض أطروحته على بنية حجاجية تتمثل في تعريف مفهوم الشخص كذات عاقلة مفكرة واعية مدركة للعالم الخارجي ولذاتها كما فسّر الهوية الشخصية انطلاقا من الشعور في علاقتها الترابطية بالفكر كما وضّح لنا أن معرفة العالم الخارجي (الحواس) لا تتحقق إلا من خلال الذات كما أنّه وظّف أمثلة في النص الهدف منها تأكيد البعد الواقعي داخل أطروحته كما رفض أن تبقى الهوية الشخصية جوهر قائم بذاته ومن ثمَّ نستنتج معه أيضاً أهمية الذاكرة في تحديد الهوية انطلاقا من ربط الماضي بالحاضر ...
3- مطلب المناقشة:
يختلف لوك عن ديكارت فيما يخص وجود جوهر قائم بذاته " الجوهر المفكر " فهي كينونة ميتافيزيقية حسب لوك أي لا يقبلها لوك انسجاما مع نزعته التجريبية التي لا تقر لشيء بصفة الواقعية والحقيقة ما لم يكن إحساسا أو مستنبطاً من إحساس، في حين يرى التصور الجوهراني الماهوي للهوية الشخصية ومن ممثليه ديكارت أن الفرد يستطيع التفكير في الموجودات الماثلة أمام حواسه أو المستحضرة عبر المخيلة، وأنه يستطيع أيضا التفكير في ذاته في نفسه هده التي تفكر ويسمى هذا التفكير وعياً، هذا الوعي الذي اعتمد عليه ديكارت في " الكوجيطو " أي وعي الذات بفعل التفكير الذي تنجزه في لحظة الشك.
تساءل ديكارت ( أي شيء أنا إذن ؟ ) أجاب ( أنا شيء مفكر) ولكن هل وراء أفعال التفكير والتخيل والنفي والإرادة جوهر قائم بذاته؟
يجيب ديكارت ( نعم إنها النفس ) وهي ما يشكل الهوية الشخصية إنها صفته الأكثر يقينية والأكثر صمودا أمام أقوى عوامل الشـــك.
إذن فلوك وديكارت يجمعان بأن الشخص هو ذلك الكائن الذي يشعر ويتذكر لكن يضيف التجريبي لوك " يشم ويتذوق" (الحواس).
إذا كان لوك يجعل من الذاكرة أساسا الهوية الشخصية فإن شوبنهاور يوجه نقداً لهده الأطروحة، إن الهوية الحقيقية للشخص تتحدد من خلال مفهوم الإرادة فهو مفهوم أكثر ثباتا مع تغير عوامل الزمن، ونعني بالإرادة أن الأنا هي التي تقرر وتختار دائماً.
كما أن الفيلسوف التجريبي دافيد هيوم حذا حذوه حيث وجه نقداً للتصور الديكارتي الماهوي بحيث أنه لا يعترف بغير الانطباعات الحسية مصدراً أوَّليا للأفكار.
4- مطلب التركيب:
إن الوعي بالذات ليس مقدرة غريزية أو إشراقا فجائيا بل هي مسلسل تدريجي بطيء يمر أو لا يمر إدراك وجود الجسم الذي ينفصل به الكائن عما سواه وعبر العلاقة مع الغير.
إذن انطلاقا مما سبق، يصبح مفهوم الشخص مفهوما إشكاليا، وذلك لتنوع وتعدد الإجابات حول تحديد هوية الشخص، فلوك يعتمد على الشعور والإحساس والإدراك، في حين يرى ديكارت أن الفكر جوهر هوية الشخص، أمّا شوبنهاور فيعتمد على الإرادة الشيء الذي يدعونا إلى التوفيق بين هده المواقف في تحديد هوية الشخص.
المحور الثاني: الشخص بوصفه قيمة
إشكالية المحور:
ما الذي يؤسس البعد القيمي للشخص ؟
نص الشخص غاية في ذاته لصاحبه ايمانويل كانط
1- مطلب الفهم:
إشكالية النص:
كيف يمكن اعتبار الشخص غاية في ذاته؟
أطروحة النص:
قيمة الشخص عند كانط تتحدد باعتباره غاية في ذاته وليس وسيلة أو شيء وذلك لامتلاكه العقل،هذا الأخير يخول له ممارسة الأخلاق بصفة قانونية ترتكز على احترام نفسه انطلاقا من احترام الآخر باعتباره غاية في ذاته.
2- مطلب التحليل:
أسئلة جزئية:
* لماذا يعتبر الشخص غاية في ذاته؟
* ما الفرق بين الأشخاص والأشياء ؟
* كيف يكتسب الشخص قيمته الأخلاقية ؟
* ما البعد الذي أعطاه كانط لمفهوم الاحترام ؟
شرح الأطروحة:
ذهب كانط بأن الإنسان هو أكثر من مجرد معطى طبيعي، إنه ذات لعقل أخلاقي عملي يستمد منه كرامته أي قيمة داخلية مطلقة تتجاوز كل تقويم أو سِعر. ومادام هذا العقل ومقتضياته كونياً فإن الإنسانية جمعاء تجثم بداخل كل فرد، مما يستوجب احترامه ومعاملته كغاية لا كوسيلة والنظر إليه كما لو كان عينة تختزل الإنسانية جمعاء وهذا الاحترام الواجب له من طرف الغير لا ينفصل عن ذلك الاحترام الذي يجب للإنسان تجاه نفسه، إذ لا ينبغي له أن يتخلى عن كرامته، بل يجب عليه دائما أن يحافظ على الوعي بالخاصية السامية لتكوينه الأخلاقي الذي يدخل ضمن مفهوم الفضيلة. في هذا الصدد يقول كانظ (عندما نعتبر الإنسان كشخص، أي كذات لعقل أخلاقي عملي سنجده يتجاوز كل سعر).
إن الأمر المطلق عند كانط هو القانون الأخلاقي العملي الذي يضمن للشخص حقوقه وواجباته ويجعله يمارس إنسانيته مع الغير.
البنية الحجاجية:
لدعم أطروحته، استند كانط على بنية حجاجية متنوعة إذ نجد أسلوب التأكيد حيث أكد لنا على ضرورة اعتبار الإنسان غاية في ذاته، إضافة إلى أسلوب النفي حيث نفى استخدام الشخص كوسيلة، كما قارن بين قيمة الشخص كقيمة مطلقة وقيمة الأشياء كقيمة نسبية ليستنتج في الأخير أن الإنسان يستخدم الأشياء لتحقيق غاياته وليس من حقه معاملة الغير كوسيلة كما ميز لنا كانط بين العقل العملي والعقل الأخلاقي واستنتج أن ما تنبني عنه الأخلاق أساساً هو العقل، كما اعتمد على روابط لغوية فلسفية واضحة ومنطقية ساهمت في توضيح أطروحته.
3- مطلب المناقشة:
إذا كان كانط إلى كون الشخص غاية في حدِّ ذاته باعتباره كائنا عاقلا يتصف بالاحترام والكرامة والعقل والفضيلة التي يمارسها في إطار اجتماعي أخلاقي، فإن غوسدورف انتقد أطروحة كانط في تحديد مفهوم الشخص حيث أنه لاحظ أن هذا المفهوم لا يتحقق بمجرد النظر إلى أنفسنا بل لابد من الانفتاح على العالم وعلى الغير من أجل التعايش والتضامن معه في شكل جماعي اجتماعي مما يحمل هذا الأخير من قيم.
إذن هناك دعوة من غوسدورف للتخلي عن عزلة الذات والانسجام داخل المجتمع بقيمه وعاداته وتقاليده... وهكذا يتحقق التكامل باستمرار. في حين أن طوم ريغان ينتمي إلى فلسفة كانظ التقليدية.
إذا كان كانط يؤسس القيمة المطلقة التي نعزوها إلى الكائنات البشرية على خاصية العقل، وبالضبط العقل الأخلاقي العملي، فإن طوم ريغان يعتبر هذا التأسيس غير كاف، وحجته في ذلك أننا ملزمون باحترام القيمة المطلقة لكائنات بشرية غير عاقلة مثل الأطفال وكذا الذين يعانون من عاهات عقلية جسيمة، وعليه فإن الخاصية الحاسمة والمشتركة بين الكائنات البشرية ليست هي العقل، بل كونهم كائنات حاسة واعية أي كائنات حية تستشعر حياتها، بما لديها من معتقدات وتوقعات ورغبات ومشاعر مندمجة ضمن وحدة سيكولوجية مستمرة في الماضي عبر التذكر ومنفتحة على المستقبل من خلال الرغبة والتوقع...، مما يجعل حياتها واقعة يعنيها أمرها، بمعنى أن ما يحدث لها من مسرة تنشدها أو تعاسة تتجنبها، يعنيها بالدرجة الأولى بغض النظر عما إذا كان يعني شخصا آخر أم لا.
ويمضي توم ريغان بهذا المبدأ إلى مداه الأقصى فبخلص إلى أن جميع المخلوقات التي يمكنها أن تكون «قابلة للحياة»، أي مواضيع لوجود يمكن أن يتحول للأفضل أو للأسوأ بالنسبة إليها، تمتلك قيمة أصلية في ذاتها وتستحق أن تحترم مصالحها في عيش حياة أفضل.
4- مطلب التركيب:
إذا كانت قيمة الشخص عند كانط تتحدد بذاته باعتباره ذاتاً تتسم بالاحترام والإرادة والعقل والأخلاق فإن غوسدورف يحصر قيمة الشخص في إطار المشاركة مع الغير والتضامن معه في حين أن هده القيمة تنحصر عند طوم ريغان في العيش الفاضل للإنسان أي (الحياة الفاضلة).
لكن من وجهة نظري الخاصة أرى أن قيمة الشخص لابد أن تتحقق في التكامل بين جميع هده الأطروحات.
المحور الثالث: الشخص بين الضرورة والحرية
إشكالية المحور:
هل الإنسان فاعل حر وهو المتحكم الوحيد في أفعاله وصانع مصيره أم أنه محدد بقوانين خارجية ؟
نص من الكائن إلى الشخص لصاحبه محمد عزيز الحبابي
1- مطلب الفهم:
إشكالية النص:
كيف يتحرر الفرد من وضعية الكائن إلى الشخص ليصبح إنسانا؟
أطروحة النص:
دعوة الحبابي الإنسان إلى التحرر من وضعية الكائن إلى الشَّخص ليصبح إنساناً وذلك وفق الإرادة والذكرى والإقرار بالموقف.
2- مطلب التحليل:
يبين الحبابي كيف أن الإنسان في تحرره من وضعية الكائن إلى الشخص وتبعاً لالتزاماته سيصبح إنساناً، إن مفهوم الإنسان عند التحرر من وضعية الكائن إلى الشخص بحيث تقوم الذات الإنسانية بتفهم الأوضاع عن طريق الوعي فوعي الذات هو وعي قصدي وجزء من وعي واسع. إن الإنسان هو تتويج لاتصال بين الكائن والشخص.
3- مطلب المناقشة:
يرى سارتر كمتزعم للنزعة الوجودية أن الوجود سابق عن الماهية أي أن الإنسان يجب أن يوجد أولاً وبعد دلك يمكنه أن يتخذ لنفسه طبيعة أو ماهية ما، ويفهم من هنا أن الإنسان لا طبيعة له على الإطلاق، ما دامت طبيعته قابلة لأن تتغير عن طريق الشغل والعمل والحركة. إن الإنسان يحظى بإرادة واعية وحرة وحريته هده تتحدد بوصفها مطلقة. إن سارتر يثبت أن الإنسان هو الذي يمنح بحرية تامة معنى للوضعية التي يوجد عليها ومن تم فإن تجاوز الوضعية الحاضرة يمثل باعتباره مشروعا ما يسميه سارتر ب التعالي. إن الوجودية بهذا المعنى فلسفة لحرية بامتياز فأنا الذي أختار لنفسي غاية ما وألتزم بها لمشروع فالإنسان ليس إلا ما يصنعه من نفسه وهو يوجد كذات توجه نفسها تجاه المستقبل، بينما مونيي يعمل على الإعلاء من قيمة الشخص الإنساني أي الكائن العقلاني الأخلاقي الذي يدخل في علاقات مع الغير ويساهم في التاريخ الإنساني ويثبت حريته في إطار التضامن واحترام الكرامة الإنسانية. للشخص حرية مشروطة بالوضع الواقعي للإنسان إلا أن هذا الوضع المشروط لا يعني الخضوع للضرورة بل لابد من الاختيار والحرية العامة التي تعطي للشخص والجماعة قيمة.
4- مطلب التركيب:
انطلاقا مما سبق فإن إشكالية الشخص بين الحرية والضرورة أفرزت مواقف مختلفة ومتباينة تتأرجح بين تجريد الشخص من حريته أو منح الحرية للشخص أو القول بحرية مشروطة. ويمكن القول بأن هده المواقف تتعامل مع الشخص تعاملاَ ً أحادي الجانب في حين يمكن النظر إليه من جانبين فهو حر وخاضع في نفس الوقت حيث أكّدت العيون بأن الإنسان خاضع لجملة من القوانين خاصة الوراثي، إلا أن الإنسان لا يبقى أسير تلك القوانين بل يسعى إلى فهمها وضبطها كي يتحرر منها في الزمن المستقبل.
من إنــــــجاز التلميذ : خروف محمد علي
1 التعليقات:
شكراا
إرسال تعليق