غاندي
ولد
مُهنداَس كرمشاند غاندي
الملقب
بالمهاتما
) أي
صاحب النفس العظيمة أو القديس( في 1869
في مقاطعة
غوجارات
الهندية
من عائلة محافظة لها باع طويل في
العمل
السياسي، وقضى طفولة عادية ثم تزوج وهو
في
الثالثة
عشرة
من عمره بحسب التقاليد الهندية
المحلية ورزق من
زواجه هذا بأربعة أولاد.
دراسته
سافر غاندي إلى بريطانيا عام 1888 لدراسة القانون، وفي عام 1891 عاد منها إلى الهند بعد أن حصل على إجازة جامعية تخوله ممارسة مهنة المحاماة.
الانتماء الفكري
أسس غاندي ما عرف في عالم السياسية بـ"المقاومة السلمية" أو فلسفة اللاعنف وهي مجموعة من المبادئ تقوم على أسس دينية وسياسية واقتصادية في آن واحد ملخصها الشجاعة والحقيقة واللاعنف، وتهدف إلى إلحاق الهزيمة بالمحتل عن طريق الوعي الكامل والعميق بالخطر المحدق وتكوين قوة قادرة على مواجهة هذا الخطر باللاعنف أولا ثم بالعنف إذا لم يوجد خيار آخر.
أساليب اللاعنف
وتتخذ سياسة اللاعنف عدة أساليب لتحقيق أغراضها منها الصيام والمقاطعة والاعتصام والعصيان المدني والقبول بالسجن وعدم الخوف من أن تقود هذه الأساليب حتى النهاية إلى الموت.
حياته في جنوب أفريقيا
بحث غاندي عن فرصة عمل مناسبة في الهند يمارس عن طريقها تخصصه ويحافظ في الوقت نفسه على المبادئ المحافظة التي تربى عليها، لكنه لم يوفق فقرر قبول عرض للعمل جاءه من مكتب للمحاماة في "ناتال" بجنوب إفريفيا, وسافر بالفعل إلى هناك عام 1893 وكان في نيته البقاء مدة عام واحد فقط لكن أوضاع الجالية الهندية هناك جعلته يعدل عن ذلك واستمرت مدة بقائه في تلك الدولة الإفريقية22 عاما.
العودة إلى الهند
عاد غاندي من جنوب أفريقيا إلى الهند عام 1915، وفي غضون سنوات قليلة من العمل الوطني أصبح الزعيم الأكثر شعبية. وركز عمله العام على النضال ضد الظلم الاجتماعي من جهة وضد الاستعمار من جهة أخرى، واهتم بشكل خاص بمشاكل العمال والفلاحين والمنبوذين واعتبر الفئة الأخيرة التي سماها "أبناء الله" سبة في جبين الهند ولا تليق بأمة تسعى لتحقيق الحرية والاستقلال والخلاص من الظلم.
صيام حتى الموت
قرر غاندي في عام 1932 البدء بصيام حتى الموت احتجاجا على مشروع قانون يكرس التمييز في الانتخابات ضد المنبوذين الهنود، مما دفع بالزعماء السياسيين والدينيين إلى التفاوض والتوصل إلى "اتفاقية بونا" التي قضت بزيادة عدد النواب "المنبوذين" وإلغاء نظام التمييز الانتخابي.
حزنه على تقسيم الهند
بانتهاء عام 1944 وبداية عام 1945 اقتربت الهند من الاستقلال وتزايدت المخاوف من الدعوات الانفصالية الهادفة إلى تقسيمها إلى دولتين بين المسلمين والهندوس، وحاول غاندي إقناع محمد علي جناح الذي كان على رأس الداعين إلى هذا الانفصال بالعدول عن توجهاته لكنه فشل.
وتم ذلك بالفعل في 16 أغسطس/آب 1947، وما إن أعلن تقسيم الهند حتى سادت الاضطرابات الدينية عموم الهند وبلغت من العنف حدا تجاوز كل التوقعات فسقط في كلكتا وحدها على سبيل المثال ما يزيد عن خمسة آلاف قتيل. وقد تألم غاندي لهذه الأحداث واعتبرها كارثة وطنية، كما زاد من ألمه تصاعد حدة التوتر بين الهند و باكستان بشأن كشمير وسقوط العديد من القتلى في الاشتباكات المسلحة التي نشبت بينهما عام 1947/1948وأخذ يدعو إلى إعادة الوحدة الوطنية بين الهنود والمسلمين طالبا بشكل خاص من الأكثرية الهندوسية احترام حقوق الأقلية المسلمة.
وفاته
لم ترق دعوات غاندي للأغلبية الهندوسية باحترام حقوق الأقلية المسلمة، واعتبرتها بعض الفئات الهندوسية المتعصبة خيانة عظمى فقررت التخلص منه، وبالفعل في 30 يناير/كانون الثاني 1948 أطلق أحد الهندوس المتعصبين ثلاث رصاصات قاتلة سقط على أثرها المهاتما غاندي صريعا عن عمر يناهر 79 عاما.
دراسته
سافر غاندي إلى بريطانيا عام 1888 لدراسة القانون، وفي عام 1891 عاد منها إلى الهند بعد أن حصل على إجازة جامعية تخوله ممارسة مهنة المحاماة.
الانتماء الفكري
أسس غاندي ما عرف في عالم السياسية بـ"المقاومة السلمية" أو فلسفة اللاعنف وهي مجموعة من المبادئ تقوم على أسس دينية وسياسية واقتصادية في آن واحد ملخصها الشجاعة والحقيقة واللاعنف، وتهدف إلى إلحاق الهزيمة بالمحتل عن طريق الوعي الكامل والعميق بالخطر المحدق وتكوين قوة قادرة على مواجهة هذا الخطر باللاعنف أولا ثم بالعنف إذا لم يوجد خيار آخر.
أساليب اللاعنف

وتتخذ سياسة اللاعنف عدة أساليب لتحقيق أغراضها منها الصيام والمقاطعة والاعتصام والعصيان المدني والقبول بالسجن وعدم الخوف من أن تقود هذه الأساليب حتى النهاية إلى الموت.
حياته في جنوب أفريقيا
بحث غاندي عن فرصة عمل مناسبة في الهند يمارس عن طريقها تخصصه ويحافظ في الوقت نفسه على المبادئ المحافظة التي تربى عليها، لكنه لم يوفق فقرر قبول عرض للعمل جاءه من مكتب للمحاماة في "ناتال" بجنوب إفريفيا, وسافر بالفعل إلى هناك عام 1893 وكان في نيته البقاء مدة عام واحد فقط لكن أوضاع الجالية الهندية هناك جعلته يعدل عن ذلك واستمرت مدة بقائه في تلك الدولة الإفريقية22 عاما.
العودة إلى الهند
عاد غاندي من جنوب أفريقيا إلى الهند عام 1915، وفي غضون سنوات قليلة من العمل الوطني أصبح الزعيم الأكثر شعبية. وركز عمله العام على النضال ضد الظلم الاجتماعي من جهة وضد الاستعمار من جهة أخرى، واهتم بشكل خاص بمشاكل العمال والفلاحين والمنبوذين واعتبر الفئة الأخيرة التي سماها "أبناء الله" سبة في جبين الهند ولا تليق بأمة تسعى لتحقيق الحرية والاستقلال والخلاص من الظلم.
صيام حتى الموت
قرر غاندي في عام 1932 البدء بصيام حتى الموت احتجاجا على مشروع قانون يكرس التمييز في الانتخابات ضد المنبوذين الهنود، مما دفع بالزعماء السياسيين والدينيين إلى التفاوض والتوصل إلى "اتفاقية بونا" التي قضت بزيادة عدد النواب "المنبوذين" وإلغاء نظام التمييز الانتخابي.
حزنه على تقسيم الهند
بانتهاء عام 1944 وبداية عام 1945 اقتربت الهند من الاستقلال وتزايدت المخاوف من الدعوات الانفصالية الهادفة إلى تقسيمها إلى دولتين بين المسلمين والهندوس، وحاول غاندي إقناع محمد علي جناح الذي كان على رأس الداعين إلى هذا الانفصال بالعدول عن توجهاته لكنه فشل.
وتم ذلك بالفعل في 16 أغسطس/آب 1947، وما إن أعلن تقسيم الهند حتى سادت الاضطرابات الدينية عموم الهند وبلغت من العنف حدا تجاوز كل التوقعات فسقط في كلكتا وحدها على سبيل المثال ما يزيد عن خمسة آلاف قتيل. وقد تألم غاندي لهذه الأحداث واعتبرها كارثة وطنية، كما زاد من ألمه تصاعد حدة التوتر بين الهند و باكستان بشأن كشمير وسقوط العديد من القتلى في الاشتباكات المسلحة التي نشبت بينهما عام 1947/1948وأخذ يدعو إلى إعادة الوحدة الوطنية بين الهنود والمسلمين طالبا بشكل خاص من الأكثرية الهندوسية احترام حقوق الأقلية المسلمة.
وفاته
لم ترق دعوات غاندي للأغلبية الهندوسية باحترام حقوق الأقلية المسلمة، واعتبرتها بعض الفئات الهندوسية المتعصبة خيانة عظمى فقررت التخلص منه، وبالفعل في 30 يناير/كانون الثاني 1948 أطلق أحد الهندوس المتعصبين ثلاث رصاصات قاتلة سقط على أثرها المهاتما غاندي صريعا عن عمر يناهر 79 عاما.
غيفارا
إسمه إرنستو جيفارا دِ لا سيرنا
Ernesto Guevara de la Serna سنة 1928 ثوري كوبي أرجينتيني المولد،
كان رفيق فيديل
كاسترو.
درس الطب في جامعة بوينيس أيريس و تخرج عام 1953،
وكانت رئتيه مصابةبالربو ، وبسبب ذلك لم يلتحق بالتجنيد العسكري . قام
بجولة حول أمريكاالجنوبية مع أحد أصدقائه على متن دراجة نارية وهو في
السنة الأخيرة منالطب وكونت نلك الرحلة شخصيته وإحساسه بوحده أميركا
الجنوبية و بالظلمالكبير من الدول الإمبريالية للمزارع البسيط
. توجه بعدها إلىغواتيمالا ، حيث كان رئيسها يقود حكومة يسارية شعبية
،
وفي عام 1955 قابل "هيلدا" المناضلة اليسارية من "بيرون" في منفاها فيجواتيمالا، فتزوجها وأنجب منها طفلته الأولى، وهيلدا هي التي جعلته يقرأ
للمرة الأولى بعض الكلاسيكيات الماركسية، إضافة إلى لينين و تروتسكي و ماو.
سافر للمكسيك بعد أن حذرته السفارة الأرجنتينية من أنه مطلوب من قبلالمخابرات الأمريكية ، التقى هناك راؤول كاسترو المنفي مع أصدقائه الذين
كانوا يجهزون للثورة وينتظرون خروج فيديل كاسترو من سجنه في كوبا. ما إنخرج فيديل كاسترو من سجنه ونفيه إلى المكسيك حتى قرر غيفارا الإنظمام
للثورة الكوبية فقد نظر إليه فيديل كاسترو كطبيب هم في أمس الحاجة إليه
الثورة الكوبية
في 1959 اكتسح رجال حرب العصابات، برئاسة فيدل كاسترو،هافانا واسقطوا الديكتاتورية العسكرية ل باتيستا. هذا برغم تسليح
حكومة الولايات المتحدة وتمويلها لباتيستا ولعملاء الـ CIA داخل جيشعصابات كاسترو.
دخل الثوار كوبا على ظهر زورق ولم يكن معهم سوى ثمانين رجلا لم يبق منهمسوى 10 رجال فقط، بينهم كاسترو وأخوه "راءول" وجيفارا، ولكن هذا الهجوم
الفاشل أكسبهم مؤيدين كثيرين خاصة في المناطق الريفية.
وظلت المجموعة تمارس حرب العصابات لمدة سنتين وخسروا نصف عددهم في معركةمع الجيش كان خطاب كاسترو الذي سبب إضراب شامل و خطة غيفارا للنزول منجبال سييرا باتجاه العاصمة الكوبية حتى دخل العاصمة هافانا في يناير 1959
على رأس ثلاث مائة مقاتل إلى هافانا ليبدأ عهد جديد في حياة كوبا وانتصرتالثورة بعد أن أطاحت بحكم الديكتاتور "باتيستا"، وفي تلك الأثناء اكتسب
جيفارا لقب "تشي" الارجنتيني، وتزوج من زوجته الثانية "إليدا مارش"، وأنجبمنها أربعة أبناء بعد أن طلّق زوجته الأولى.
برز تشي غيفارا كقائد ومقاتل شرس جدا لا يهاب الموت و سريع البديهة يحسنالتصرف في الأزمات لم يعد غيفارا مجرد طبيب بل أصبح قائدا برتبة عقيد
وشريك فيديل كاسترو في قيادة الثورة، أشرف كاسترو على استراتيجية المعاركوقاد وخطط غيفارا للمعارك، عرف كاسترو بخطاباته التي صنعت له وللثورة
شعبيتها لكن كان غيفارا خلف أدلجة الخطاب وإعادة رسم ايديولوجيا الثورةعلى الأساس الماركسي اللينيني
جيفارا وزيراً
صدر قانون يعطي الجنسية والمواطنةالكاملة لكل من حارب مع الثوار برتبة عقيد ولا توجد هذه المواصفات سوى في
غيفارا الذي عيين مديرا للمصرف المركزي وأشرف على تصفية خصوم الثورة وبناءالدولة في فترة لم تعلن فيها الثورة عن وجهها الشيوعي وما أن أمسكت الثورة
بزمام الأمور وبخاصة الجيش قامت الحكومة الشيوعية التي كان فيها غيفاراوزيراً للصناعة وممثل كوبا في الخارج والمتحدث باسمها في الأمم المتحدة
بزيارة الإتحاد السوفيتي والصين وإختلف مع السوفييت على إثر سحب صورايخهممن كوبا بعد أن وقعت الولايات المتحدة معاهدة عدم إعتداء مع كوبا.
ومن مواقعه تلك قام الـ"تشي" بالتصدي بكل قوة لتدخلات الولايات المتحدة ؛فقرر تأميم جميع مصالح الدولة بالاتفاق مع كاسترو؛ فشددت الولايات المتحدة
الحصار، وهو ما جعل كوبا تتجه تدريجيا نحو الاتحاد السوفيتي وقتها. كماأعلن عن مساندته حركات التحرير في كل من: تشيلي، وفيتنام، والجزائر
سعى جيفارا لإقامة مجموعات حرب عصاباتفي الكونغو، مع أن فكرته لم تلق صدى واسعا لدى بعض القادة، أصر جيفارا علىموقفه، وتموه بملابس رجل أعمال ثري، لينطلق في رحلة طويلة سافر فيها منبلد إلى آخر ليواجه المصاعب تلو الأخرى.
ذهب "تشي" لأفريقيا مساندا للثورات التحررية، قائدا لـ 125 كوبيا، ولكنفشلت التجربة الأفريقية لأسباب عديدة، منها عدم تعاون رؤوس الثورة
الأفارقة، واختلاف المناخ واللغة، وانتهى الأمر بالـ"تشي" في أحدالمستشفيات في براغ للنقاهة، وزاره كاسترو بنفسه ليرجوه العودة.
و بقي في زائير (الكونغو الديمقراطي ) بجانب قائد ثورة الكونغو باتريسلومومبا يحارب لكن فجأة ظهر في بوليفيا قائدا لثورة جديدة لم يوثق هذه
المرحلة سوى رسائله لفيديل كاسترو الذي لم ينقطع الإتصال معه حتى أيامه الأخيرة
بوليفيا
لم يكن مشروع "تشي" خلق حركة مسلحة
بوليفية، بل التحضير لرص صفوف الحركات التحررية في أمريكا اللاتينية
لمجابهة النزعة الأمريكية المستغلة لثروات دول القارة. منذ بداية عام 1967
وجد جيفارا نفسه مع مقاتليه العشرين، وحيدا يواجه وحدات الجيش المدججة
بالسلاح بقيادة السي أي إيه في براري بوليفيا الاستوائية. أراد جيفارا أن
يمضي بعض الوقت في حشد القوى والعمل على تجنيد الفلاحين والهنود من حوله،
ولكنه أجبر على خوض المعارك مبكرا.
وقد قام "تشي" بقيادة مجموعة من المحاربين لتحقيق هذه الأهداف، وقام أثناء
تلك الفترة الواقعة بين 7 نوفمبر 1966 و7 أكتوبر 1967 بكتابه يوميات
المعركة.
إغتياله
ألقي القبض على اثنين من مراسلي الثوار،فاعترفوا تحت قسوة التعذيب أن جيفارا هو قائد الثوار. فبدأت حينها مطاردة
لشخص واحد. بقيت السي أي على رأس جهود الجيش البوليفي طوال الحملة، فانتشرآلاف الجنود لتمشيط المناطق الوعرة بحثا عن أربعين رجلا ضعيفا وجائعا. قسم جيفارا قواته لتسريع تقدمها، ثم أمضوا بعد ذلك أربعة أشهر متفرقين عنبعضهم في الأدغال. إلى جانب ظروف الضعف والعزلة هذه، تعرض جيفارا إلى
أزمات ربو حادة، مما شكل عامل ساهم في تسهيل مهمة البحث عنه ومطاردته.
في يوم 8 أكتوبر 1967 وفي أحد وديان بوليفيا الضيقة هاجمت قوات الجيشالبوليفي المكونة من 1500 فرد مجموعة جيفارا المكونة من 16 فردا، وقد ظل
جيفارا ورفاقه يقاتلون 6 ساعات كاملة وهو شيء نادر الحدوث في حرب العصاباتفي منطقة صخرية وعرة، تجعل حتى الاتصال بينهم شبه مستحيل. وقد استمر "تشي"في القتال حتى بعد موت جميع أفراد المجموعة رغم إصابته بجروح في ساقه إلى
أن دُمّرت بندقيته (م-2) وضاع مخزن مسدسه وهو مايفسر وقوعه في الأسر حيا.نُقل "تشي" إلى قرية "لاهيجيراس"، وبقي حيا لمدة 24 ساعة، ورفض أن يتبادل كلمة واحدة مع من أسروه. وفي مدرسة القرية نفذ ضابط الصف "ماريو تيران"
تعليمات ضابطيه: "ميجيل أيوروا" و"أندريس سيلنيش" بإطلاق النار على "تشي".
دخل ماريو عليه مترددا فقال له "تشي": أطلق النار، لا تخف؛ إنك ببساطة
ستقتل مجرد رجل، ولكنه تراجع، ثم عاد مرة أخرى بعد أن كرر الضابطان
الأوامر له فأخذ يطلق الرصاص من أعلى إلى أسفل تحت الخصر حيث كانت الأوامر
واضحة بعدم توجيه النيران إلى القلب أو الرأس حتى تطول فترة احتضاره، إلى
أن قام رقيب ثمل بإطلاق رصاصه من مسدسه في الجانب الأيسر فأنهى حياته.
وقد رفضت السلطات البوليفية تسليم جثته لأخيه أو حتى تعريف أحد بمكانه أو بمقبرته حتى لا تكون مزارا للثوار من كل أنحاء العالم.

وفي عام 1955 قابل "هيلدا" المناضلة اليسارية من "بيرون" في منفاها فيجواتيمالا، فتزوجها وأنجب منها طفلته الأولى، وهيلدا هي التي جعلته يقرأ
للمرة الأولى بعض الكلاسيكيات الماركسية، إضافة إلى لينين و تروتسكي و ماو.
سافر للمكسيك بعد أن حذرته السفارة الأرجنتينية من أنه مطلوب من قبلالمخابرات الأمريكية ، التقى هناك راؤول كاسترو المنفي مع أصدقائه الذين
كانوا يجهزون للثورة وينتظرون خروج فيديل كاسترو من سجنه في كوبا. ما إنخرج فيديل كاسترو من سجنه ونفيه إلى المكسيك حتى قرر غيفارا الإنظمام
للثورة الكوبية فقد نظر إليه فيديل كاسترو كطبيب هم في أمس الحاجة إليه
الثورة الكوبية
في 1959 اكتسح رجال حرب العصابات، برئاسة فيدل كاسترو،هافانا واسقطوا الديكتاتورية العسكرية ل باتيستا. هذا برغم تسليح
حكومة الولايات المتحدة وتمويلها لباتيستا ولعملاء الـ CIA داخل جيشعصابات كاسترو.
دخل الثوار كوبا على ظهر زورق ولم يكن معهم سوى ثمانين رجلا لم يبق منهمسوى 10 رجال فقط، بينهم كاسترو وأخوه "راءول" وجيفارا، ولكن هذا الهجوم
الفاشل أكسبهم مؤيدين كثيرين خاصة في المناطق الريفية.
وظلت المجموعة تمارس حرب العصابات لمدة سنتين وخسروا نصف عددهم في معركةمع الجيش كان خطاب كاسترو الذي سبب إضراب شامل و خطة غيفارا للنزول منجبال سييرا باتجاه العاصمة الكوبية حتى دخل العاصمة هافانا في يناير 1959
على رأس ثلاث مائة مقاتل إلى هافانا ليبدأ عهد جديد في حياة كوبا وانتصرتالثورة بعد أن أطاحت بحكم الديكتاتور "باتيستا"، وفي تلك الأثناء اكتسب
جيفارا لقب "تشي" الارجنتيني، وتزوج من زوجته الثانية "إليدا مارش"، وأنجبمنها أربعة أبناء بعد أن طلّق زوجته الأولى.
برز تشي غيفارا كقائد ومقاتل شرس جدا لا يهاب الموت و سريع البديهة يحسنالتصرف في الأزمات لم يعد غيفارا مجرد طبيب بل أصبح قائدا برتبة عقيد
وشريك فيديل كاسترو في قيادة الثورة، أشرف كاسترو على استراتيجية المعاركوقاد وخطط غيفارا للمعارك، عرف كاسترو بخطاباته التي صنعت له وللثورة
شعبيتها لكن كان غيفارا خلف أدلجة الخطاب وإعادة رسم ايديولوجيا الثورةعلى الأساس الماركسي اللينيني
جيفارا وزيراً
صدر قانون يعطي الجنسية والمواطنةالكاملة لكل من حارب مع الثوار برتبة عقيد ولا توجد هذه المواصفات سوى في
غيفارا الذي عيين مديرا للمصرف المركزي وأشرف على تصفية خصوم الثورة وبناءالدولة في فترة لم تعلن فيها الثورة عن وجهها الشيوعي وما أن أمسكت الثورة
بزمام الأمور وبخاصة الجيش قامت الحكومة الشيوعية التي كان فيها غيفاراوزيراً للصناعة وممثل كوبا في الخارج والمتحدث باسمها في الأمم المتحدة
بزيارة الإتحاد السوفيتي والصين وإختلف مع السوفييت على إثر سحب صورايخهممن كوبا بعد أن وقعت الولايات المتحدة معاهدة عدم إعتداء مع كوبا.
ومن مواقعه تلك قام الـ"تشي" بالتصدي بكل قوة لتدخلات الولايات المتحدة ؛فقرر تأميم جميع مصالح الدولة بالاتفاق مع كاسترو؛ فشددت الولايات المتحدة
الحصار، وهو ما جعل كوبا تتجه تدريجيا نحو الاتحاد السوفيتي وقتها. كماأعلن عن مساندته حركات التحرير في كل من: تشيلي، وفيتنام، والجزائر
سعى جيفارا لإقامة مجموعات حرب عصاباتفي الكونغو، مع أن فكرته لم تلق صدى واسعا لدى بعض القادة، أصر جيفارا علىموقفه، وتموه بملابس رجل أعمال ثري، لينطلق في رحلة طويلة سافر فيها منبلد إلى آخر ليواجه المصاعب تلو الأخرى.
ذهب "تشي" لأفريقيا مساندا للثورات التحررية، قائدا لـ 125 كوبيا، ولكنفشلت التجربة الأفريقية لأسباب عديدة، منها عدم تعاون رؤوس الثورة
الأفارقة، واختلاف المناخ واللغة، وانتهى الأمر بالـ"تشي" في أحدالمستشفيات في براغ للنقاهة، وزاره كاسترو بنفسه ليرجوه العودة.
و بقي في زائير (الكونغو الديمقراطي ) بجانب قائد ثورة الكونغو باتريسلومومبا يحارب لكن فجأة ظهر في بوليفيا قائدا لثورة جديدة لم يوثق هذه
المرحلة سوى رسائله لفيديل كاسترو الذي لم ينقطع الإتصال معه حتى أيامه الأخيرة
بوليفيا
لم يكن مشروع "تشي" خلق حركة مسلحة
بوليفية، بل التحضير لرص صفوف الحركات التحررية في أمريكا اللاتينية
لمجابهة النزعة الأمريكية المستغلة لثروات دول القارة. منذ بداية عام 1967
وجد جيفارا نفسه مع مقاتليه العشرين، وحيدا يواجه وحدات الجيش المدججة
بالسلاح بقيادة السي أي إيه في براري بوليفيا الاستوائية. أراد جيفارا أن
يمضي بعض الوقت في حشد القوى والعمل على تجنيد الفلاحين والهنود من حوله،
ولكنه أجبر على خوض المعارك مبكرا.
وقد قام "تشي" بقيادة مجموعة من المحاربين لتحقيق هذه الأهداف، وقام أثناء
تلك الفترة الواقعة بين 7 نوفمبر 1966 و7 أكتوبر 1967 بكتابه يوميات
المعركة.
إغتياله
ألقي القبض على اثنين من مراسلي الثوار،فاعترفوا تحت قسوة التعذيب أن جيفارا هو قائد الثوار. فبدأت حينها مطاردة
لشخص واحد. بقيت السي أي على رأس جهود الجيش البوليفي طوال الحملة، فانتشرآلاف الجنود لتمشيط المناطق الوعرة بحثا عن أربعين رجلا ضعيفا وجائعا. قسم جيفارا قواته لتسريع تقدمها، ثم أمضوا بعد ذلك أربعة أشهر متفرقين عنبعضهم في الأدغال. إلى جانب ظروف الضعف والعزلة هذه، تعرض جيفارا إلى
أزمات ربو حادة، مما شكل عامل ساهم في تسهيل مهمة البحث عنه ومطاردته.
في يوم 8 أكتوبر 1967 وفي أحد وديان بوليفيا الضيقة هاجمت قوات الجيشالبوليفي المكونة من 1500 فرد مجموعة جيفارا المكونة من 16 فردا، وقد ظل
جيفارا ورفاقه يقاتلون 6 ساعات كاملة وهو شيء نادر الحدوث في حرب العصاباتفي منطقة صخرية وعرة، تجعل حتى الاتصال بينهم شبه مستحيل. وقد استمر "تشي"في القتال حتى بعد موت جميع أفراد المجموعة رغم إصابته بجروح في ساقه إلى
أن دُمّرت بندقيته (م-2) وضاع مخزن مسدسه وهو مايفسر وقوعه في الأسر حيا.نُقل "تشي" إلى قرية "لاهيجيراس"، وبقي حيا لمدة 24 ساعة، ورفض أن يتبادل كلمة واحدة مع من أسروه. وفي مدرسة القرية نفذ ضابط الصف "ماريو تيران"
تعليمات ضابطيه: "ميجيل أيوروا" و"أندريس سيلنيش" بإطلاق النار على "تشي".
دخل ماريو عليه مترددا فقال له "تشي": أطلق النار، لا تخف؛ إنك ببساطة
ستقتل مجرد رجل، ولكنه تراجع، ثم عاد مرة أخرى بعد أن كرر الضابطان
الأوامر له فأخذ يطلق الرصاص من أعلى إلى أسفل تحت الخصر حيث كانت الأوامر
واضحة بعدم توجيه النيران إلى القلب أو الرأس حتى تطول فترة احتضاره، إلى
أن قام رقيب ثمل بإطلاق رصاصه من مسدسه في الجانب الأيسر فأنهى حياته.
وقد رفضت السلطات البوليفية تسليم جثته لأخيه أو حتى تعريف أحد بمكانه أو بمقبرته حتى لا تكون مزارا للثوار من كل أنحاء العالم.
كارل ماركس
مؤسس
الشيوعية العلمية وفلسفة المادية الجدلية والمادية التاريخية
والاقتصاد السياسي العلمي، وزعيم ومعلم البروليتاريا
العالمية. ولد في عام 1830، وقد ترك
الاتجاه اليساري في
فلسفة هيغل أثره على تطور ماركس الروحي. لقد تمسك ماركس
بالأفكار الديمقراطية
الثورية فاتخذ موقفا يسارياً متطرفاً بين الهيغليين الشبان.
وخلال نشاطه العلمي وأبحاثه
النظرية، اصطدم ماركس
مباشرة بالفلسفة الهيغلية،
بسبب اتجاهاتها التوفيقية ونتائجها
السياسية المحافظة،
وفي هذا الصدام مع هيغل والهيغليين الشبان تحول ماركس إلى الموقف المادي،
ولعبت معرفته بالتطورات الاقتصادية الحقيقية وفلسفة
فيورباخ الدور الحاسم في عملية
تحوله. وحدثت ثورة نهائية في نظرة ماركس العامة للعالم نتيجة
لتغير في موقفه
الطبقي، وانتقاله من الديمقراطية الثورية إلى الشيوعية الثورية (1844). وقد نتج هذا
الانتقال عن تطور الصراع الطبقي في أوربا . وقد عبر عن موقفه الجديد
في مقالين نشرا (1844) بعنوان « في نقد فلسفة الحقوق عند
هيغل » هنا يكشف ماركس
لأول مرة الدور التاريخي للبروليتاريا ويصل إلى النتيجة القائلة
بحتمية الثورة
الاجتماعية، وضرورة توحيد حركة الطبقة العاملة مع نظرة عامة علمية إلى العالم. وفي
ذلك الوقت كان التقى ماركس وانجلز وبدآ يصوغان بطريقة
منهجية نظرة جديدة للعالم. وقد
عُممت نتائج البحث العلمي والمبادئ الأساسية للنظرة الجديدة في المؤلفات
التالية « المخطوطات الاقتصادية والفلسفية » (1844) –
« العائلة المقدسة » (1845) – « الإيديولوجيا
الألمانية » (1845–1846) وقد كتبه ماركس بالاشتراك مع انجلز اطروحات حول فيورباخ »
(1845). وأول كتاب في
الماركسية الناضجة «
بؤس الفلسفة » (1847) وتشكلت
الماركسية كعلم متكامل يعكس وحدة كل الأجزاء المكونة لها. ووضع ماركس وانجلز بيان الحزب الشيوعي » (1848)
وفيه استكمالا
توضيح الماركسية. إن هذا المؤلف « يضع الخطوط العريضة لتصور
جديد للعالم، هو
المادية المتماسكة، وهو تصور يضم أيضاً مجال الحياة الاجتماعية والجدل، باعتباره
أكثر نظريات التطور شمولاً وعمقاً، ونظرية صراع الطبقات،
ونظرية الدور الثوري
التاريخي العالمي للبروليتاريا – خالقة المجتمع الشيوعي
الجديد » (لينين).

إن
المادية الجدلية والتاريخية فلسفة علمية على الحقيقة – تمتزج
فيها امتزاجا عضويا
المادية والجدل، الفهم التاريخي للطبيعة والمجتمع، التعاليم عن
الوجود والمعرفة
النظرية والممارسة. وقد جعل هذا في الإمكان التغلب على الطبيعة الميتافيزيقية
لمادية ما قبل الماركسية والتأمل الملازم لها، واعتبارها
الانسان مركزا للكون
وفهمها المثالي للتاريخ. وفلسفة ماركس هي أكثر المناهج كغاية
لإدراك العالم
وتغييره. وقد أثبت تطور التطبيق والعلم في القرنين التاسع عشر والعشرين – بطريقة
مقنعة – تفوق الماركسية على كل أشكال المثالية والمادية
الميتافيزيقية. وقد زاد
مذهب ماركس قوة باعتباره الشكل الوحيد للايديولوجية
البروليتارية خلال النضال ضد
جميع أنواع التيارات غير العلمية المناهضة للبروليتاريا،
والبورجوازية الصغيرة. ويتميز
نشاط ماركس بالتشيع (للطبقة العملة)، وعدم الاستعداد للمصالحة مع أي انحراف
عن النظرية العلمية. وكانت تجربة
الثورات البرجوازية في أوروبا في 1848–1849 ذات أهمية كبرى في تطوير
ماركس لنظرية الثورة الاشتراكية وصراع الطبقات، ولفكرة
دكتاتورية البروليتاريا،
أما الأهمية الفلسفية لكتاب « رأس المال » فلا
مثيل لها. فهو يجسد
المنهج الجدلي في البحث بصورة رائعة. وقد وضع ماركس في صورة
موجزة في مقدمته لكتاب « نقد
الاقتصاد السياسي » (1859) – وهو واحد من أوائل مؤلفاته في الاقتصاد – جوهر
الفهم المادي من فرض إلى علم. وتحتوي مراسلات ماركس على
الكثير مما يميز فلسفته. ولم
يسبق قط أن تأكد مذهب على هذا النحو في التطبيق، كالمذهب الذي وضعه ماركس. وقد
طور لينين – إلى جانب تلاميذه وأتباعه – الماركسية في ظل
ظروف تاريخية جديدة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق