تعريف شخصية - الجزء الرابع -


عبد القادر الجزائري

 
ولد  عبد  القادر  قرب  معسكر  عام  1808  م،
بعد الاستيلاء  على  مدينة  الجزائر عام  1830 م  من  طرف الفرنسيين،  شارك  محي الدين  و ابنه  عبد  القادر  المقاومة  الشعبية  التي  خاضها  الأهالي  الجزائريون. ثم تمت مبايعة عبد القادر  أميرا  عليهم  في  تجمع  ضخم  بتاريخ  21  نوفمبر 1832.
يتعهد  الأمير بقيادة  المقاومة  ضد  المستعمر، فيقوم  بتنظيم  الإمارة،  يعين  خلفاء   لتسيير الأقاليم و المقاطعات  و  يقوم  بتعبئة المقاومين  فيكون  جيشا  قويا متماسكا.  يقوم  بعدها  بتنظيم الجباية و  يحكم  بالعدل. بعد  أن  قوت   شوكته،  يجـبر  الفرنسيين إمضاء  معاهدة  ديميشال  في 24 فبراير  1834 م. تقر  هذه  المعاهدة  سلطته  على الغرب الجزائري و الشلف. بعد  المصادقة  عليه  من طرف الحكومة  الفرنسية،  يساء  تطبيقه. يبرهن  الأمير طوال  ثلاث  سنوات على  قوته و  تمكنه  فيرغم  الفرنسيين على  العودة  إلى طاولة  المفاوضات حيث  يمضي و الجنرال بيجو  معاهدة التافنة  الشهيرة  بتاريخ 30 مايو 1837م.
يستطيع  الأمير  بحكم  هذه  المعاهدة  السيطرة  على  الغرب الجزائري، منطقة التيطري  و  جزء من منطقة الجزائر. انطلاقا من  هذه النقطة، يبدأ  عملا  شاقا  يتمثل  في  تقوية  الدولة، بناء و تحصين المدن  و تأسيس  ورشات  عسكرية   و   يعمل   على   بعث  روح   الوطنية  و  المواطنة
ولكن  المعاهدة  تحمل  في  طياتها   مرة  أخرى أوجها  للمعارضة  الفرنسية و سوء التطبيق  من  طرف الحاكم    فاليه  حيث  تندلع  الحرب  مرة  أخرى   في  نوفمبر 1839 م.
بيحو،  و  بعد  تعيينه  حاكم،  يحاول  السيطرة  على   كل  البلاد   فيطبق   سياسة   'الأرض المحروقة'   مدمرا   بذلك   المدن،  المحاصيل و  المواشي...  يستطيع  الأمير   مقاومة  بيجو حيث  يسجل  انتصارات  جلية  مثل انتصار سيدي ابراهيم (23  سبتمبر 1845).  و لكن   كلفة الحرب و سياسة التدمير المتبعة  من طرف المستعمر  تنهك  البلاد  سيما  بعد تخلي المساندة  المغربية.
تبعا  لهذه  الوضعية، يوقف الأمير المعارك  و  يستسلم  في ديسمبر 1847م  حيث  ينقل  الأمير  إلى  سجون  فرنسا  ثم يقرر نابليون الثالث إطلاق  سراحه  فينفى  إلى  تركيا   أين  يمكث  قليلا  في  بروسيا  ثم  يقرر  الإقامة  بصفة  نهائية  في دمشق حيث  يستقبل  استقبالا  استثنائيا.
يقوم  الأمير  بعدها  بأسفار  قليلة و  يحج إلى  البيت  الحرام مرة  ثانية. بعده،  لا  يبرح  دمشق  و  يخصص  بقية  حياته  إلى  الدراسة و التدريس، العبادة  و التصوف  و  الأعمال  الخيرية. في  عام 1860 م، و تبعا   لأحداث  دمشق،  يبرهن  الأمير  إنسانيته  الواسعة   فينجي آلاف  المسيحيين  من  مجازر أكيدة  و  يوقف المتمردين  فيحظى  باعتراف  و عرفان   عدة  قادة  و ملوك  منهم  ملوك   إنكلترا،   روسيا
 و فرنسا.
توفي  الأمير  في  المنفى  بدمشق  بتاريخ  26  مايو 1883م  أين  شاركت  جماهير  غفيرة  في  مراسيم تشييع  جنازته.







جمال عبد الناصر

ولد جمال عبد الناصر في الإسكندرية عام 1918 لأسرة تنتمي إلى محافظة أسيوط في صعيد مصر
عمل جمال عبد الناصر بصعيد مصر فور تخرجه من الكلية الحربية، ثم انتقل عام 1939 إلى السودان ورقي إلى رتبة ملازم أول، بعدها عمل في منطقة العلمين بالصحراء الغربية . التحق بكلية أركان حرب وتخرج فيها في 12 مايو/ أيار 1948، وتولى تدريس مادة شؤون إدارية ، وظل بكلية أركان حرب إلى أن قام مع مجموعة من الضباط الأحرار بالثورة يوم 23 يوليو/ تموز 1952.
شارك عبد الناصر في حرب 1948 خاصة في أسدود ونجبا والفالوجا، وربما تكون الهزيمة العربية وقيام دولة إسرائيل قد دفعت بعبد الناصر وزملائه الضباط للقيام بثورة 23 يوليو/ تموز 1952.

كان لعبد الناصر دور مهم في تشكيل وقيادة مجموعة سرية في الجيش المصري أطلقت على نفسها اسم الضباط الأحرار،  وانتخب عبد الناصر رئيساً لهؤلاء، وانضم  إليها اللواء محمد نجيب الذي أصبح فيما بعد أول رئيس جمهورية في مصر بعد نجاح الثورة.
نجح تنظيم الضباط الأحرار ليلة 23 يوليو/ تموز 1952 في القيام بانقلاب عسكري أطلق عليه في البداية حركة الجيش، ثم اشتهرت بعد ذلك باسم "ثورة 23 يوليو". وأسفرت تلك الحركة عن طرد الملك فاروق وإنهاء الحكم الملكي وإعلان الجمهورية. وبعد أن استقرت أوضاع الثورة أعيد تشكيل لجنة قيادة الضباط الأحرار وأصبحت تعرف باسم مجلس قيادة الثورة وكان يتكون من 11 عضواً برئاسة اللواء أركان حرب محمد نجيب.

سرعان ما دب الخلاف بين عبد الناصر ومحمد نجيب مما أسفر في النهاية عن إعفاء مجلس قيادة الثورة محمد نجيب من جميع مناصبه ووضعه تحت الإقامة الجبرية، وقيام مجلس القيادة برئاسة عبد الناصر بمهام رئيس الجمهورية، ثم أصبح في يونيو/ حزيران 1956 رئيساً منتخباً لجمهورية مصر العربية بعد حصوله في استفتاء شعبي على نسبة 99,8% من مجموع الأصوات البالغة حينذاك خمسة ملايين صوت.
تعرض جمال عبد الناصر في 26 أكتوبر/ تشرين الأول 1954 لمحاولة اغتيال فاشلة في ميدان المنشية بالإسكندرية استغلها للتخلص من جماعة الإخوان المسلمين التي اعتبرها خصمه اللدود طوال فترة حكمه التي امتدت 18 عاماً فزج بهم في  السجن الحربي.

من أهم القرارات التي اتخذها جمال عبد الناصر قرار بتأميم الشركة العالمية لقناة السويس في 26 يوليو/ تموز 1956، وكان هذا القرار سبباً في العدوان الثلاثي على مصر.

أعلن عبد الناصر اتحاداً يضم مصر وسوريا أطلق عليه الجمهورية العربية المتحدة في 22 فبراير/ شباط 1958، لكن الاتحاد لم يستمر طويلاً فانفصلت الدولتان مرة أخرى عام 1961 وظلت مصر محتفظة بلقب الجمهورية العربية المتحدة.

ساند عبد الناصر حركات التحرر الوطني في الدول العربية والأفريقية وبالأخص ثورة الجزائر في الفترة من 1954 إلى 1962 وثورة اليمن في 1962.

تحرشت القوات الإسرائيلية بسوريا في مايو/ أيار 1967 فأعلنت مصر حالة التعبئة العامة في قواتها المسلحة. وتصاعدت الأحداث بسرعة حتى كانت الشرارة التي فجرت الحرب قرار الرئيس جمال عبد الناصر إغلاق مضايق تيران في البحر الأحمر أمام الملاحة الإسرائيلية، فشنت إسرائيل هجومها العنيف في 5 يونيو/ حزيران 1967 مما ألحق هزيمة كبرى بمصر والأردن وسوريا، فاحتلت سيناء والجولان والضفة الغربية والقدس الشرقية، فأعلن عبد الناصر تحمله لمسؤولية هزيمة القوات المسلحة المصرية وضياع سيناء فأعلن استقالته، إلا أن الجماهير المصرية خرجت في مظاهرات تطالب بعدوله عن الاستقالة وإعداد البلاد لمحو آثار الهزيمة، وعاد بالفعل مرة أخرى لتولي منصبه.

اهتم عبد الناصر بإعادة بناء القوات المسلحة المصرية، ودخل في حرب استنزاف مع إسرائيل عام 1968، وكان من أبرز أعماله في تلك الفترة بناء شبكة صواريخ الدفاع الجوي.

مشروع روجرز
عرض وزير الخارجية الأميركية وليم روجرز مبادرة سياسية لتشجيع الدول العربية وإسرائيل على وقف إطلاق النار والبدء في مباحثات سلام تحت إشراف الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة غونار يارنغ بهدف تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 242 الداعي إلى انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها في5 يونيو/ حزيران 1967. ووافقت مصر والأردن على المبادرة وأعلمتا واشنطن بذلك يوم 8/7/1970 إلا أن العديد من الدول العربية رفضت المبادرة ومنها منظمة التحرير الفلسطينية التي أصدرت بياناً في 25/7/1970 اعتبرت فيه أن أي مبادرة تقوم على أساس قرار 242 تمثل اعترافاً ضمنياً بدولة إسرائيل، وتنازلاً نهائياً عن هدف تحرير فلسطين التي احتلت عام 1948. وفسرت المنظمة نص قرار 242 الذي يدعو إلى انسحاب إسرائيل من أراض احتلت قبل عام 1967 تفريطاً بالقدس، وفسرت كذلك النص على إعادة وقف إطلاق النار على أنه حظر لنشاط المقاومة الفلسطينية.
الاجتماع الأخير
كان اجتماع مؤتمر القمة العربي في 28 سبتمبر/ أيلول عام 1970 بالقاهرة لوقف القتال الناشب بين المقاومة الفلسطينية والجيش الأردني والذي عرف بأحداث أيلول الأسود هو آخر اجتماع يحضره الرئيس جمال عبد الناصر، حيث عاد من مطار القاهرة بعد أن ودع أمير الكويت. وأعلن عن وفاته بعد 18 عاماً قضاها في السلطة ليتولى الحكم من بعده نائبه محمد أنوار السادات.
 


0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
PageRank Actuel Licence Creative Commons
Licence Creative Commons Attribution - Pas d'Utilisation Commerciale - Partage à l'Identique 2.0 France.