" إن التاريخ قبل كل شيء، من صنع الإنسان، و مهما يكن من حتمية تلك العوامل التي تطغى على القوى الفردية، فإنها أولا و أخيرا عوامل بشرية. و لم تكن قوانين الماضي حتمية إلا لأن البشر أرادوا أن تكون كذلك. و إذا كانت أفعالنا الماضية قد خرجت تماما عن نطاق إرادتنا، فإن أفعالنا في المستقبل مازالت خاضعة لهذه الإرادة. صحيح أننا نتصور التاريخ في المستقبل بنفس صورة التاريخ في الماضي، و لكن هذه الطريقة في الكلام تنطوي على قدر غير قليل من التجاوز، لأن هو الماضي، لا المستقبل. و كم من الفلسفات كانت تؤكد حتمية القوانين التاريخية المستمدة من ماضي البشر، لا لكي تسد الطريق أمام حرية الإنسان، بل لكي تزيد هذه الحرية تدعيما...
مجمل القول إذن أن معرفة التاريخ، التي تبدو لأول وهلة متعارضة مع حرية الإنسان، تفتح أمام هذه الحرية مجالات جديدة، و تعصم الإنسان في بحثه عن مستقبل أفضل من الوقوع في أخطاء الماضي، و تقدم إليه من خلاصة التجارب الماضية، ما يتيح له استغلال فاعليته على نحو أفضل في سبيل تحقيق المزيد من الحرية".
حلل النص و ناقشه.
0 التعليقات:
إرسال تعليق